أخصائى نفسى فى مدرستى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أخصائى نفسى فى مدرستى

أخصائى نفسى فى مدرستى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أخصائى نفسى فى مدرستى

استشارات وردود نفسية اجتماعية عامة ومشكلات سلوكية وتربية نفسية

هل تقدر المرأة على أن تعيش بدون رجل
الاخصائى النفسى

    رساله الى كل أب وكل أم

    أمير الصاوى
    أمير الصاوى
    Admin


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 06/03/2010
    العمر : 45

    رساله الى كل أب  وكل أم  Empty رساله الى كل أب وكل أم

    مُساهمة من طرف Ø£Ù…ير الصاوى الثلاثاء 6 مارس - 12:55

    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

    الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، أمَّا بعد:

    فإنَّ نعم الله -عزَّ وجلَّ- لا تحصى، وعطاياه لا تُعد، ومن تلك النِّعم العظيمة وأجلها نعمة الأبناء، قال الله -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46] ولا يَعرفُ عِظَم هذه النّعمة إلا من حُرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه.

    وهذه النِّعمة العظيمة هي أمانةٌ ومسئوليةٌ يُسأل عنها الوالدان يوم القيامة، أحَفِظا أم ضيعا؟ وزينة الذُّريَّة لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدِّين وحسن الخلق، وإلا كانت وبالًا على الوالدين في الدُّنيا والآخرة.

    يقول الرُّسول: «كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرَّجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته» [رواه البخاري 2751].

    وهذه الرَّعية أمانةٌ حذَّر الله -عزَّ وجلَّ- من إضاعتها والتَّفريط في القيام بحقِّها، قال -تعالى-: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].

    وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التَّحريم: 6].

    يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدًى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنَّما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدِّين وسُننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا".

    وإلى كلّ أبٍ وأمٍ ومربٍّ. وقفاتٌ سريعةٌ لعلَّ الله أن ينفع بها:

    أولًا: الأصل في تربية النَّشء إقامة عبودية الله -عزَّ وجلَّ- في قلوبهم وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أنَّ المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايتة، ومداومة العناية به، حتَّى لا ينحرف أو يضل.

    ثانيًا: الأب والأم في عبادة لله -عزَّ وجلَّ- حين التَّربية والإنفاق والسَّهر والمتابعة والتَّعليم، بل وحتَّى إدخال السُّرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبُّد الله -عزَّ وجلَّ-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذَّاريات: 56].

    والنَّفقة عليهم عبادةٌ كما قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينار تصدقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا للَّذي أنفقته على أهلك» [رواه مسلم 995]. وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «إذا أنفق الرَّجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة» [رواه البخاري 55].

    ثالثًا: لابد من الإخلاص لله -عزَّ وجلَّ- في أمر التَّربيَّة، فإن أراد المربِّي الدُّنيا فقد انثلم إخلاصه، وترى البعض يحرص على تعليم أبنائه لكي يحوزوا المناصب والشَّهادات، ولاشكَّ أنَّ الخير في تعليمهم ابتغاء ثواب الله -عزَّ وجلَّ- وما عداه فهو تابعٌ له، ولهذا يُركز من يريد الدُّنيا على التَّعليم الدُّنيوي المجرد من خدمة الإسلام والمسلمين، والآخر الموفق يسعى لكسب شهادة في الطِّبِّ مثلًا لمداوة المسلمين ولكي نستغني عن الأطباء الكفار، فهذا له أجرٌ وذاك ليس له أجرٌ، والنِّيَّة في هذا الأمر عظيمةٌ وهي من أسباب صلاح الأبناء وحسن تربيتهم، فما كان لله فهو ينمو ويكبر، وما كان للدُّنيا فهو يقلُّ ويضمحل. وبعض من الآباء يبرُّ والديه؛ لكي يراه صغاره فيعاملونه إذا كبر وشاخ بمثل ذلك. وهذا فيه حبُّ الدُّنيا وحظوظُ النَّفس، ولكن المؤمن يخلص لله في برِّ والديه رغبةً في ما عند الله -عزَّ وجلَّ- وطاعة لأمره في برِّ الوالدين، لا للدُّنيا والمعاملة بالمثل.

    رابعًا: عليك باستصحاب النِّيَّة في جميع أمورك التَّربويَّة حتَّى تُؤجَر. الزم النِّيَّة في تعليمهم وفي النَّفقة عليهم، وفي ممازحتهم وملاعبتهم وإدخال السُّرور عليهم وعوَّد نفسك على ذلك.

    خامسًا: الدُّعاء هو العبادة، وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاته {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74]، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وغيرها في القرآن كثيرٌ. وكم من دعوةٍ اهتدى بسببها ضالٌّ، وكم من دعوةٍ اختصرت مسافات التَّربية. وتحرَّ أوقات الإجابة وابتعد عن موانعها، وتضرع إلى الله -عزَّ وجلَّ- وانكسر بين يديه أن يهدي ذريَّتك وأن يجنبها الشَّيطان، فأنت ضعيفٌ بجهدك قليلٌ بعملك.

    سادسًا: عليك بالمال الحلال وتجنب الشُّبه، ولا تقع في الحرام، فإنَّه صحَّ عنِ النَّبيِّ أنَّه قال: «كلُّ جسدٍ نبت من سحت فالنَّار أولى به» [صحَّحه الألباني 4519 في صحيح الجامع]، ولا يظنُّ الأب أو الأم أنَّ الحرام في الرِّبا والسَّرقة والرَّشوة فحسب، بل حتَّى في إضاعة وقت العمل وإدخال مالٍ حرامٍ دون مقابلٍ.. فكثير من الموظفين والمدرسين يتهاونون في أعمالهم ويتأخرون عن مواعيد عملهم بضع دقائقَ.. لو جمعت إذا بها ساعات تضيع في الحديث مع الزُّملاء وقراءة المجلات والجرائد والمكالمات الهاتفيَّة. وهذه الأموال الَّتي يأخذها مقابل هذه الأوقات سحت؛ لأنّها أخذ مالٌ بدون وجهِ حقٍّ.
    وكذلك أكل أموال النَّاس بالباطل وهضم حقوقهم، فاحذر أخي المسلم أن يدخل جوفك وجوف ذريَّتك مالٌ حرامٌ. وتحرَّ الحلال على قلته فإنَّ فيه بركةٌ عظيمةٌ.

    سابعًا: القدوة الحسنة من ضروريَّات التَّربية، فكيف يحرص ابنك على الصَّلاة وهو يراك تضيَّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته ملازمةٌ لسماعها! ثمَّ في صلاحك حفظٌ لهم في حياتك وبعد مماتك. وتأمل في قول الله -تعالى-: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} [الكهف: 82]، فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنواتٍ. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره فإنَّ «من سنَّ في الإسلام سنَّةً حسنةً، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده...» الحديث [رواه مسلم 1017].

    ثامنًا: وجَّه بعضًا من حرصك على أمور الدُّنيا ومعرفتها وكشف دقائقها إلى معرفة أفضل السُّبل في أمر التَّربية، واستشر من ترى فيه الصَّلاح، وابحث عن الأشرطة والكتب الّتي تتحدث عن التَّربية الإسلاميَّة للطِّفل المسلم. ولا يكن شراء سيارةٍ أو جهازٍ كهربائيٍّ أهم من تربية ابنك. فأنت تسأل عن السَّيارة والجهاز كلّ من تراه! ثمّ تُهمل ابنك ولا تتلمَّس الطَّريق السَّوي لتربيته!!

    تاسعًا: الصَّبر.. غفل عنه البعض وهو من أهم عوامل نجاح التَّربية. فعليك به واصبر على صراخ الصَّغير ولا تغضب، واصبر على مرضه واحتسب، واصبر على توجيهه ولا تملَّ. واصبر على مسافاتٍ بعيدةٍ لتذهب بابنك لمدرسةٍ ناجحةٍ وفيها المدرسون الأكفاء. واصبر على أن تنتظر ابنك ليخرج معك للصَّلاة، واصبر على أن تجلس بعد العصر في المسجد ليحفظ معك ابنك. وأبشر فإنَّك في طريق جهادٍ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، وأنت مأمورٌ بالتَّربية، أمَّا الهداية فهي من الله -عزَّ وجلَّ-، فابذل السَّبب واصبر، وسترى من الخير ما يُسرك ويؤانس طريقك.

    عاشرًا: الصَّلاة، الصَّلاة، فهي الفريضة العظيمة والرَّكيزة الثَّانية من فرائض الإسلام بعد الشَّهادتين، فاحرص عليها وليشعر ابنك بأهميتها وعظم قدرها. وهي يسيرةٌ على من يسَّرها الله عليه. والتزم الأدب النَّبوي في تربية الأطفال فقد قال -عليه الصَّلاة والسَّلام- كما روى ذلك الإمام أحمد: «مروا أبناءكم بالصَّلاة و هم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر» [صحَّحه الألباني 298 في إرواء الغليل]، ومن طبق هذا الحديث فإنَّه لا يرى مشقةً ولا تعبًا في أمر الصَّلاة، فإنَّ الصَّغير في ما بين السَّابعة والعاشرة من عمره يفرح بالخروج للمسجد، وتأمل في هذه الفترة الَّتي يتخللها أكثر من 5000 مرِّةٍ تناديه للصَّلاة ويخرج فرحًا بذلك كعادة الصِّغار.. هل يا ترى إذا بلغ العاشرة وقد صلى 5000 صلاة يتركها؟!

    ولاتكن أيُّها الأب المبارك مثل جهلة بعض الآباء، الّذي يرحم ابنه من برد الشِّتاء ولا يوقظه للصَّلاة، بل كن من العقلاء وارحمه من نار جهنَّم والعياذ بالله، وأطع أمر الله ورسوله واصبر على إيقاظه وتشجيعه وتحبيب الصَّلاة إليه حتى تبرأ ذمتك يوم القيامة. وليهنك حفظ الله -عزَّ وجلَّ- لصغارك طوال يومهم فقد قال: «من صلَّى الصُّبح فهو في ذمَّة الله» [رواه مسلم 657]. واستشعر أن صغيرك في ذمَّة الله طوال ذلك اليوم.

    قال ابن تيمية: "ومن كان عنده صغيرٌ مملوكٌ أو يتيمٌ أو ولدٌ فلم يأمره بالصَّلاة، فإنَّه يُعاقب الكبير إذا لم يأمر الصَّغير، ويعزَّر الكبير على ذلك تعزيرًا بليغًا؛ لأنَّه عصى الله ورسوله".

    الحادي عشر: لابد من مراعاة المَلَكات الخاصَّة والفوارق الفرديَّة بين الأطفال، والعدل معهم في المعاملة، وبعض الآباء يهمل مَلَكاتٍ عظيمةً لدى صغيرة تضيع سدًى. فتجد بعض الصُّغار يحفظ الأناشيد والدَّعايات وغيرها ممَّا لا فائدة ولا يحفظ كتاب الله -عزَّ وجلَّ- ولا يُوجّه لذلك. ولو تأملت في حياة علماء الأمَّة لوجدت الكثير يملكون مثل إمكاناتهم وقوة حفظهم ولكنَّهم وجهوا هذه الثَّروة إلى غير فائدةٍ، فهذا عالم الأمَّة ومفتي الدِّيار وذاك يحفظ الشَّعر والقصص.

    الثَّاني عشر: اغرس في نفوس صغارك تعظيم الله -عزَّ وجلَّ- ومحبَّته وتوحيده، ونبههم على الأخطاء العقديَّة الّتي تراها، وحذرهم من الوقوع فيها؛ فإنَّ ذلك تحصينٌ لهم، واحرص على أن تعودهم على الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وتشجعهم عليه فإنَّ ذلك من دواعي ثباتهم على هذا الدِّين ولما في ذلك من الوجوب والأجر العظيم.

    الثَّالث عشر: احرص على كتم الغضب والانفعال وتعوذ من الشِّيطان إذا داهمك، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حدًّا. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضرباتٍ، وأن يضرب بمسواكٍ أو عصا صغيرةٍ، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التَّسميه عليه حال الضَّرب، ولا تضرب وأنت غضبانٌ هائجٌ، وإن استبدلت الضَّرب بالتَّشجيع أوِ الحرمان فهو خيرٌ لك ولابنك.

    الرَّابع عشر: نحن في زمن انتشرت فيه الفتن من كلِّ جانبٍ، فكن كمن هو قائمٌ يذبُّ عن صغاره السِّهام ويحوطهم من الأذى واحرص على ذلك أشدّ الحرص، وليكن لك حسن توجيه في اختيار رفيقهم وجليسهم فإنَّ الصَّاحب ساحبٌ والرَّسول يقول: «الرَّجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» [رواه أبو داود 4833 والتِّرمذي 2378 وحسَّنه الألباني]. واحذر أن تصحبهم إلى محلات ضياع الأوقات وإلى ما فيه منكرات. وكن لهم الأب والصَّاحب والصَّديق. واغرس في نفوس أبنائك الرُّجولة وفي بناتك الحياء والعفُّة وذلك عبر اللباس والتَّوجيه والمحاكاة ولا تتساهل في خروجهنَّ من المنزل إلا برفقتك أو برفقة والدتهنَّ.. ولا تظنّ أن من دواعي التَّحضر أن تلقي تعاليم الإسلام جانبًا.. واحذر أن يخرج من صلبك من يحارب الله -عزَّ وجلَّ- قولًا وفعلًا!!

    الخامس عشر: وقتك طويلٌ ولديك ساعاتٌ كثيرةٌ بعد نهاية عملك فما نصيب أبنائك منها؟ فإنَّ كنت مفرطًا في حقِّهم فتدارك ما فات واجعل لهم النَّصيب الأكبر، وإن كنت ممَّن حفظ هذا الوقت وجعله لهم فهنيئًا لك، ولا تغفل أن يكون بيتك ومملكتك الصَّغيرة واحةً إيمانيَّةً تقرأ عليهم فيها من سيرة الرَّسول وتجعل فيها المسابقات الثَّقافيَّة والإسلاميَّة والعلميَّة. واجعل لمن حفظ القران جوائزَ قيِّمةً. واحرص على تلمُّس سيرة الرَّسول وحسن تعامله وتواضعه وممازحته للصِّغار.

    رزقنا الله وإيَّاكم الذِّرية الصَّالحة، وأقرَّ أعيننا بصلاحهم وفلاحهم، وجمعنا وإيَّاهم ووالدينا في جنَّات عدنٍ، وصلّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 8:19